مثل أي علاقة طويلة المدى، عندي تقسيم لأيام اليوغا.
- يوم رهيب: ساعتين متتالية، تركيز سولِد سنايك، قوة هرقل، و مرونة صلصال. أيام زي هدي مالهاش حكاوي. حلوة و بس.
- يوم طناش: أكون تعبانة، أو يكون عليا الإجازة الشرعية، أو ملتهية بالثرثرة في تويتر. أيام زي هذي كمانة مالهاش حكايات. طناش و انشالله ما تقلب نكبة و بس.
- يوم كسخت-اليوغا. أيام – قد ما بحاول فيهم – ما يمسك معايا و بيتراكم فشلات على تفشيلات. أقوم من لحاف اليوغا متصببة عرق و دماغي بتقطر من وذاني و يا ليتني ما جربت وضعية العقرب و خاطرت بفتافيت كرامتي على حساب جمجمة أو قوقعة أذن و بلاط البيت.
عادة، بعد أيام الكسختية أفرط في استهلاك مسكنات الفشل: اللوم. لوم الذات و لوم المعلم و لوم العالم. “أكيد فشلت عشان معلم اليوغا ما علّمني الوضعية، و عشان صار زلزال و حرّك البلاط…و عشان اليوم خميس و قربت القيامة و احنا أصلاً عيال آخر الزمن و منحوسين.”
بس الدماغ جهاز حلو. بعد ما يتعبأ بفائض اللوم، حيعمل ريستارت و يبدأ الدماغ يجهز نفسه بأفكار تعويضية خارقة كمان. وقتها يتغير المؤثرات الصوتية و تسمع منولوغات زي: “ماذا ستفعل بكمية الفشل الساحق التي أذلّك اليوم؟ هل ستبكي و تنام أم ستعود غداً من جديد و تـ**ـك أم اليوغا؟”
الجميل في أيام الكسختية أنه عامل شد حيل طبيعي و تلقائي. من غير ما يجري ورايا عوامل خارجية (إلحاح الملابس الضيقة، استهزاء وجه الميزان، فيديوهات اليوغا، إلخ)، أقل فائدة للفشل هى التحميس. كلما فشلت، كلما اتحمس للإنجاز، وتزيد القيمة المعنوية للاستثمارات اللي بذلتها على لياقتي و لحافي و سنين الممارسة.
و مو بس كدة. في بونس كمان. إنو حتى أسوأ يوم يوغي تحفز الحاجة للتعويض في جوانب أخرى الأخرى من حياتي اليومي، بعيداً عن اللحاف. لأني مش بس هاوية يوغا. (مافي أحد سطحي لهالدرجة.) كلنا عندنا لائحات التزامات و أدوار اجتماعية تتبدل لحظة بلحظة لازم نتممها، برضو، لحظة بلحظتها. مع أن اليوغا بتاخد مني 8% من يومي لسا في باقي 82% من اليوم لازم أواجهه. و كل جزء من هالنسبة المئوية، أو ما يقارب 22 ساعة في اليوم، عبارة عن قرارات لحظية متتالية: “هل أمضيهم بالشعور بالفشل؟ و لا استغل الفشل كمحفز كسختية خارقة؟” أصير أكتب أسرع، أقرأ أكثر، و استمتع بالفائدة العامة للرياضة (سواء كان يوم حلو أو فاشل): التأني النسبي اللي بيستمر معايا طوال اليوم و اليوم اللي بعده كمان.
مثلا، لو خططت أني أتمرن بكرة، لازم أنام بدري عشان أصحى بدري. و عشان أنام بدري، لازم أخلص كتاباتي و واجباتي بسرعة. يعني أخفف كلام و تويتر و قهوة. أشرب الكثير من الماء. يعني إدارة فعالة للوقت و الرجيم و التناحة. (و مين ما يحب التناحة؟ تحيا التناحة!)
و بما أننا كائنات ملولة، أشكر الطبيعة لوجود أيام كسختية. و لقدرتنا الطبيعية للتعود و اتباع مؤامرات المزاجات. و مرونة أجسامنا و أذهاننا في تحمل المشوار الطويل و المنوع لأجل يوم و لحظة و وضعية أحسن من أمس.