مرطبانات أمي

أمي تحبّ تشتري و تجمع قرابيع على الإنترنت و تنسبهم بأنتيكات. الفترة الأخيرة، مسكت مزاجها على مرطبانات زي هذي:

مرطبانة عن مرطبانة غير!
من معجزات وسائل النقل و استقعادهم عليا، إنو من المرطبانات الستة اللي وصلوا البيت، ما انكسر منهم إلا واحدة.

من الهلع، قلت لها لما تموت حأرمي كل قرابيعها في الزبالة.

قالت حتصير شبح و تسكن البين-و-البين لترعبني.

بصفتها البكر بين إخوانها، فتحت لها أكبر مرطبانة. "إيبو، سمعتي عن علاءالدين و الجني الأزرق بتاعه؟"

و عشان ما تنسى أي مرطبانة حتسكن فيها لما تصير شبح، كتبت في كل وحدة أساميهم: أمي و أخوانها. (اتخيل لو رفعت غطاء المرطبانة الغلط و فضحت أسرار نسائية لشبح خالي، مثلاً.)

الكلام داه صار على المغرب. و انت عارف رهبة المغيب. و صفنت أمام خمس مرطبانات أنتيكة عليهم أسماء خيلاني و خالاتي و أمي و المؤذن بينادي و بيتشهد.

فكملت كتابة:

Wawung, Ibu, Ade, Anggi, Miau
كتبت اسمي و أسماء إخواني و سيدي الشيخ على ورقة و حطيت الورقة -لأ، بل جمعتهم في مرطبانة أمي.

و كتبت أسماء عيال خالاتي و خالي معاهم. و اسم خالي العازب مع جدي و جدتي.

للاحتياط.

اعتزلنا لفظ الفضة

 

ياخي، مافي زي الاكتئاب أنيسا للإبداع.

طبعا، هذا لو الاكتئاب ما قلب عليك و دفّك إلى حفرة الانتحار. بس مو مشكلة. معظم الناجين من فتك الإبداع أنهوا فترة عزائهم و بتقبّـل انعدام الأمل أخيراً و نهائياً من حياتهم، ليتعايشوا و يتأقلموا مع ثبات و انتفاخ حجم الاكتئاب في شتى فراغاتهم. (فعلاً، الكآبة فضاء من فيضان الفضاوة. اصطلاحاً، ما في مشغول فاضي لتفويض الكآبة بفوضاته.) و تعلموا كيف يقللوا من سيطرة الاكتئاب تماما (على الفارغ و المكدوس) برفع نسبة التبن في حميتهم - فلا بأس.

أمزح معك. التبن وجبة أساسية لا مفر منه، سواء كنت من المكتئبين أو المتشردين في الفوضة. اللهم احنا مخيرين بين أكلها أو أخذها كتحاميل.